مستقبل تغير المناخ وهيمنة الذكاء الاصطناعي
كيف تقاطعت قضية تغير المناخ مع الذكاء الاصطناعي؟

هل تأملت يومًا مساحتك الخاصة من العالم الافتراضي، وحاولت أن تجعلها أكثر فاعلية في إحداث تغير في واقعك دائم التأزم، حسنًا إذا فعلت، ولا بأس إن لم تفعل حتي الآن، ففي هذا المقال سوف اختار لك موضوعًا محدد، ونجري عليه هذه التجربة معًا، ولقد أخترت أن نتحدث عن قضية تغير المناخ ومستقبلها في ظل سطوة وهيمنة تقنيات الذكاء على الاصطناعي على المجالات والوظائف في عالم تتقلص فيه الوظائف التقليدية بوتيرة أسرع مما كانت تتوقع تقارير التنمية المستدامة الأممية والدولية المعتمدة.
قد تسأل لماذا سوف نتحدث عن قضية تغير المناخ وتبحث عن سبب لوجود علاقة لها مع الذكاء الاصطناعي؟، وأنا أري أنه واجبي الإجابة عليك إذ أن العالم يشهد تغيرات مناخية متسارعة، ويبرز الذكاء الاصطناعي كأداة حاسمة في فهم ومواجهة هذه التحديات. ولكن كيف يمكن أن يواجه العالم تحديات تغير المناخ وتأثيراته الخطرة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
دعنا نكتشف سويًا كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يلعب دورًا محوريًا في تشكيل مستقبلنا البيئي؟
- علاقة متقاطعة: في البداية سوف نجد أن علماء المناخ قد استبقوا السعي نحو إنشاء علاقة متقاطعة بين الذكاء الاصطناعي وقضية تغير المناخ، قامت هذه العلاقة على دراسة الواقع البيئي وإيجاد الآليات اللازمة لمواجهة التحديات المناخية، واعتمدوا في ذلك على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات التاريخية للمناخ والتنبؤ بالتغيرات المستقبلية. ودراسة الآثار البيئية والاجتماعية لتغير المناخ.
- القوة الدافعة للابتكار: نعلم جميعًا جيدًا، أن لموجهة أية تحديات لابد من توافر العديد من اشكال القوة، سواء العقلية أو التكنولوجية، وكليهما يمثلان نمط من أنماط القوة الابتكارية، ولقد برزت تقنيات الذكاء الاصطناعي في السنوات الأخيرة كقوة دافعة ابتكارية قادرة على محاكاة العقل البشري في المفهوم والطبيعة وقوة الذاكرة والهيمنة الإبداعية.
- البحث البيئي: ليس بخفي على أحد أن مجال البحث العلمي بات يواجه تحديات عضال من حيث السيطرة على سيل المعلومات التي كثيرًا منها بحاجة ماسة إلي التدقيق والتوثيق والمراجعة، نظرًا لعدم توافر مرجعية علمية لهذه المعلومات، وخاصة في مجال البحث العلمي البيئي الذي يعتمد بشكل كبير على تاريخ التنبؤات المناخية في منذ سنوات طوال سابقة، لذا فلقد أصبحنا في أمس الحاجة إلي استخدام التقنيات الحديثة في الذكاء الاصطناعي في البحث البيئي.
- التنبؤ وتحليل البيانات: يقوم مجال البحث العلمي البيئي على جمع كم هائل من البيانات الضخمة، التي تتطلب العكوف سنوات وسنوات لتحليلها من أجل الحصول على نتائج وتوقعات تمثل في الأخير تنبؤات لأحداث جوية قد تحدث في المستقبل القريب والبعيد، ولكن بات هذا الأمر شديد الصعوبة بدرجة تقترب من الاستحالة نظرًا للتغير السريع في الطقس في العديد من المناطق، بالإضافة إلي سرعة وتيرة التغيرات المناخية العالمية التي أصبحت قادرة على إجهاض كافة التنبؤات التقليدية السابقة، لذا بات من الضروري استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الضخمة والتنبؤ بالأحداث الجوية القصوى.
وفي إيجاز استطيع أن أقول لك أنه يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُساهم بشكل فعّال في توجيه مستقبل الأرض نحو استدامة أفضل والحفاظ على البيئة للأجيال القادمة، وهذا ما سوف نحاول أن نثبته ونؤكد عليه في عدد من المقالات التالية، وللحديث بقية.