في زمن أصبحت فيه الهواتف الذكية لا تفارق أيدينا وجيوبنا، وجّه أطباء مختصون في الصحة الإنجابية تحذيراً قد يبدو صادماً لكثير من الرجال: وضع الهاتف المحمول في الجيب الأمامي للبنطال ليس فقط عادة غير مريحة، بل قد يكون سببًا خفيًا في ضعف الخصوبة وتأخر الإنجاب.
وأشارت دراسات حديثة نُشرت في مجلات طبية مرموقة إلى أن الهواتف المحمولة، رغم صغر حجمها، تصدر مستويات متفاوتة من الحرارة والأشعة الكهرومغناطيسية، قد تؤثر بشكل مباشر على الخصيتين وجودة الحيوانات المنوية. فهذه الإشعاعات قد تؤدي إلى انخفاض حركة الحيوانات المنوية، وإلحاق أضرار بالحمض النووي (DNA) الخاص بها، ما قد يقلل من فرص الحمل لدى الشريكة، خصوصًا مع التعرض المستمر واليومي.
ويحذر الأطباء من أن هذه التأثيرات لا تقتصر فقط على من يعانون أصلًا من مشكلات في الخصوبة، بل قد تشمل أيضًا الرجال الأصحاء وإن بدرجات أقل، مشيرين إلى أن تأثير الهواتف المحمولة على الخصوبة يشبه “التسلل الصامت”، فلا يُلاحظ إلا بعد مرور الوقت، وبدء ظهور مشكلات الإنجاب دون أسباب واضحة.
ويضيف الخبراء أن الأمر يزداد سوءًا مع نمط الحياة العصري الذي يعتمد على الجلوس الطويل، وارتداء الملابس الضيقة، ما يزيد من حرارة المنطقة التناسلية ويضاعف التأثير السلبي للهواتف المحمولة.
وينصح المختصون باتباع عدد من الإجراءات الوقائية البسيطة، مثل إبقاء الهاتف في حقيبة منفصلة أو وضعه في الجيب الخلفي بعيدًا عن الأعضاء التناسلية، واستخدام سماعات الرأس أو تقنية البلوتوث لتقليل التعرض المباشر، خاصة أثناء المكالمات الطويلة.
وفي النهاية، يبدو أن الهاتف الذكي الذي سهّل التواصل بين الناس، قد يكون – في بعض الحالات – هو السبب في تأخير قدوم الجيل القادم منهم.
