
القاهرة – 7 يونيو 2025
أجرى الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، اتصالًا هاتفيًا مع يوسف توجار، وزير خارجية نيجيريا، في إطار التحركات الدبلوماسية المكثفة لتعزيز الشراكات الإقليمية والدولية، ناقشا خلاله سبل دعم العلاقات الثنائية، وتبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا الإقليمية الملحة، وفي مقدمتها الأوضاع في إفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط.
علاقات ثنائية تاريخية وفرص واعدة
في مستهل الاتصال، أعرب الوزير عبد العاطي عن الاعتزاز العميق بالعلاقات التاريخية والمتميزة التي تربط مصر ونيجيريا، مؤكدًا أهمية البناء على هذه الروابط لتطوير التعاون في مختلف المجالات، خاصة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية.
وأكد الوزير المصري أن البلدين يمتلكان إمكانات واعدة يمكن أن تشكل أساسًا لشراكة استراتيجية، لاسيما في قطاع الزراعة الذي يُعد مجالًا حيويًا للنمو المشترك.
وأشار عبد العاطي إلى الدور البارز للشركات المصرية العاملة في إفريقيا، والتي باتت نموذجًا للتعاون جنوب-جنوب، معربًا عن تطلع مصر لاستكشاف المزيد من الفرص الاستثمارية في نيجيريا، عبر مشروعات تحقق المنفعة المتبادلة وتعزز التكامل الاقتصادي بين أكبر دولتين سكانًا في القارة.
تنسيق إقليمي لمواجهة التحديات الأمنية
امتد الحوار بين الوزيرين ليشمل القضايا الإقليمية والأمنية، وعلى رأسها الأوضاع في منطقة الساحل الإفريقي، التي تعاني من تهديدات متزايدة نتيجة تصاعد الإرهاب والتطرف العنيف.
وتم خلال الاتصال التأكيد على أهمية تعزيز التعاون داخل الاتحاد الإفريقي وتنسيق المواقف للتصدي للتحديات الأمنية، وترسيخ السلم والاستقرار في القارة.
وفي هذا السياق، شدد عبد العاطي على استعداد مصر لتقديم الدعم اللازم لنيجيريا، من خلال برامج بناء القدرات الأمنية والفكرية، والاستفادة من دور مؤسسة الأزهر الشريف في مكافحة الفكر المتطرف ونشر الاعتدال، وهو ما يمثل أحد ركائز القوة الناعمة المصرية في إفريقيا.
قضية غزة في صدارة الاهتمام
لم تغب قضية الشرق الأوسط، وتحديدًا الأوضاع الإنسانية المأساوية في غزة، عن الاتصال الهاتفي، حيث استعرض الوزير عبد العاطي جهود مصر المكثفة لوقف إطلاق النار وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.
وأدان الوزير الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، مشددًا على أن استمرار سياسة الغطرسة والعنف تجاه المدنيين الفلسطينيين يتعارض بشكل كامل مع إرادة المجتمع الدولي في إنهاء الحرب وتخفيف المعاناة الإنسانية.
رؤية موحدة لقارة أكثر استقرارًا
يعكس هذا الاتصال رفيع المستوى بين القاهرة وأبوجا إرادة سياسية مشتركة لتطوير العلاقات الثنائية، وتنسيق الجهود لمواجهة التحديات التي تهدد الأمن والاستقرار في إفريقيا.
كما يؤكد أن التعاون المصري–النيجيري يمكن أن يكون نموذجًا فاعلًا للشراكة الإفريقية التي تقوم على الاحترام المتبادل، والمصالح المشتركة، والدفاع عن القضايا العادلة في المحافل الدولية.



