في أجواء وطنية مهيبة امتزجت فيها مشاعر الفخر بالعزة، نظّمت شركة إيمسا للشحن والتصدير والخدمات العامة بالقاهرة، أمسية استثنائية حملت عنوان ليلة في حب الوطن، احتفاءً بالعيد المئوي لتأسيس القوات المسلحة السودانية والعيد الحادي والسبعين لسودنتها. الأمسية التي احتضنتها قاعة القصر بنادي الشباب في السرايات مساء 20 أغسطس، تحولت إلى لوحة وطنية نابضة جسّدت معاني التضحية والانتماء، وشارك فيها قادة ورموز عسكرية وسياسية وثقافية،
إلى جانب حضور مميز من مصر جسّده الإعلامي المعروف عمرو خان الذي أكد بوجوده على عمق الروابط التاريخية بين الشعبين الشقيقين.
افتُتحت الليلة بالسلامين الوطنيين لمصر والسودان في أداء مؤثر قاده الإعلامي أبو عبيد الغضنفر، لتتوالى بعدها كلمات معبّرة؛ حيث رحّب الأستاذ أحمد المبارك رئيس مجلس إدارة «إيمسا» بالحضور مؤكدًا أن هذه الأمسية ليست مجرد مناسبة، بل هي ملحمة وفاء تترجم صمود السودانيين خلف جيشهم. فيما ألقى الفريق الركن إبراهيم الماظ كلمة مؤثرة استذكر فيها بطولات الشهداء، ووقف الجميع دقيقة حدادًا على أرواحهم، مؤكدًا أن الحرب لن تنتهي إلا بتحرير السودان من دنس الميليشيات وحفظ سيادته.
ولم تقتصر الأمسية على الكلمات الرسمية، بل زخرت بمشاركات فنية وشعرية ألهمت الحاضرين، حيث قدّم الشاعر الكبير التجاني حاج موسى قصائد وطنية حماسية، وتألقت الشاعرة زوبا طاشين بإلقاء وطني مهيب يعكس صمود السودانيين وإصرارهم على التحدي، كما ساهمت الكاتبة الصحفية إسلام أمين في تحضيرات الحفل واستعداداته واستقبال الضيوف من مصر والسودان.
ذروة الليلة كانت في فقرة التكريم، حيث بادرت “إيمسا” وبمشاركة الإعلاميين والشعراء، إلى تقديم دروع تقدير ووفاء لعدد من القيادات العسكرية والوطنية، في مقدمتهم القائد الأعلى للقوات المسلحة الفريق أول عبدالفتاح البرهان، والفريق إبراهيم الماظ، إلى جانب عدد من رموز الكفاح الوطني. وكان التكريم بمثابة رسالة امتنان لكل من ساهم في حماية الوطن وصون كرامته.
إنها لم تكن مجرد ليلة في حب الوطن، بل رسالة حية إلى العالم بأن السودان عصيّ على الانكسار، وأن جيشه وشعبه يقفان في خندق واحد، وأن دماء الشهداء ستظل منارة تهدي الأجيال نحو مستقبل يفيض بالعزة والسيادة.
