نيويورك، 27 سبتمبر 2025 – أعلن مستشار الرئيس الأميركي للشؤون الأفريقية، مسعد بولس، عن إطلاق سلسلة من المشاورات الدبلوماسية المكثفة التي أجرتها الولايات المتحدة مع قادة إقليميين ودوليين، وذلك في إطار جهودها الرامية لإنهاء الحرب المستمرة في السودان منذ أبريل 2023. تأتي هذه المشاورات في وقت حساس حيث تفاقمت الأزمة الإنسانية في البلاد، وتهدد الحرب المستمرة انهيار الدولة السودانية بشكل كامل.
وكانت اللقاءات التي عقدت على هامش اجتماع وزاري دولي قد شهدت حضور ممثلين من الاتحاد الأوروبي، فرنسا، ألمانيا، المملكة المتحدة، الإمارات، مصر، والاتحاد الأفريقي. ناقش المشاركون سبل وقف القتال في السودان وتيسير وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق الأكثر تأثراً بالنزاع.
مسعد بولس أكد أن الأولوية القصوى للمشاورات تكمن في خلق بيئة مواتية لإطلاق عملية سياسية يقودها المدنيون السودانيون، مشيراً إلى أن استمرار الحرب يهدد بمزيد من الانهيار الاجتماعي والسياسي في البلاد. كما أشار إلى أن الأزمة الإنسانية الناتجة عن الصراع باتت تهدد حياة ملايين المدنيين في مختلف أنحاء السودان.
وفي إطار تحركاته الدبلوماسية، كشف بولس عن تقارب بين الحكومة السودانية ومليشيا الدعم السريع نحو التوصل إلى محادثات مباشرة، في خطوة وصفها بأنها تسعى إلى كسر حاجز العزلة بين الطرفين. وأكد أن الولايات المتحدة تعمل على دعم هذه المحادثات، بالتعاون مع المجموعة الرباعية التي تضم الإمارات، السعودية، مصر، والولايات المتحدة، في محاولة لتجاوز الجمود الذي طال العملية السياسية.
تأتي هذه التحركات بعد فشل أكثر من عشر مبادرات دولية وإقليمية، في وقت تشير التقارير إلى أن الحرب قد أسفرت عن مقتل أكثر من 150 ألف شخص، ونزوح نحو 15 مليون آخرين، إلى جانب دمار هائل في البنية التحتية للبلاد.
من جانبها، رحبت الحكومة السودانية بأي جهود دولية تهدف إلى إرساء السلام بشرط أن تحترم سيادة البلاد. وأكدت استعدادها للمشاركة في أي مسار سياسي يفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار وتأسيس عملية انتقالية شاملة، تأخذ في الاعتبار مصالح جميع الأطراف السودانية.
هذا التحرك الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، يُنظر إليه كفرصة لإعادة تنشيط المسار السياسي بعد شهور من الجمود، ويعكس التزام المجتمع الدولي بالمساعدة في إنهاء واحدة من أخطر الأزمات الإنسانية والسياسية في العالم.
