أخر الأخبار

"غزة تحت النار: مجاعة تطرق الأبواب وغارات إسرائيلية لا تهدأ"

غزة – متابعة: khan News

في وقت تعلو فيه أعمدة الدخان وتزدحم المشرحة بأجساد الضحايا، يتواصل القصف الإسرائيلي المكثف على قطاع غزة، مخلفًا وراءه سلسلة من المشاهد المفزعة التي تؤرخ ليوم آخر من الموت، في مدينة تحاصرها النيران من السماء والجوع من الأرض.

مئة قتيل في 24 ساعة.. التصعيد بلا سقف

أفادت مصادر طبية لقناتي “العربية” و”الحدث” بأن عدد القتلى في غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية تجاوز المئة، في واحدة من أكثر الموجات دموية منذ بداية التصعيد الأخير. الطائرات الإسرائيلية استهدفت مناطق مكتظة بالمدنيين، بما في ذلك خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي جنوبي القطاع، بالإضافة إلى منازل سكنية في دير البلح وجباليا البلد والقرارة.

وفي مشهد يتكرر كل يوم، تواصل القوات الإسرائيلية توغلها البري في عدة مناطق جنوب وشمال القطاع، مصحوبة بعمليات قصف جوي ونسف للمنازل، لا سيما في بيت لاهيا وخزاعة وعبسان، وسط تحذيرات من أن هذه العمليات قد تفتح الطريق أمام موجة نزوح جديدة لا تجد مكانًا آمنًا تأوي إليه.

المجاعة تقترب.. وشاحنات المساعدات لا تكفي

رغم إعلان إسرائيل عن سماحها بدخول عشرات الشاحنات المحملة بالمساعدات، فإن الأمم المتحدة تقول إن ما دخل فعليًا لا يتعدى “القليل جدًا”، بحسب تصريح المتحدث باسم المنظمة ستيفان دوجاريك. حتى يوم الثلاثاء، دخلت فقط 93 شاحنة، بعد يوم شهد إدخال خمس شاحنات فقط، وسط عراقيل لوجستية وعسكرية على الأرض.

وبحسب دوجاريك، فإن قوات الاحتلال أجبرت العاملين الإنسانيين على إعادة تحميل الإمدادات على شاحنات منفصلة، ما عرقل إيصالها إلى نقاط التوزيع الحرجة. بينما أشارت وكالة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إلى أن الشحنات الأولية شملت دقيقًا للمخابز، وطعامًا لمطابخ الحساء، وغذاءً للأطفال، إلى جانب مواد طبية أساسية، مع تأكيد أن الأولوية القصوى تُعطى لحليب الأطفال.

اتفاق إماراتي – إسرائيلي لإدخال مساعدات

وفي خطوة إنسانية بارزة، أعلنت دولة الإمارات عن التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل لإدخال مساعدات غذائية عاجلة تستهدف تلبية احتياجات 15 ألف مدني كمرحلة أولى، وذلك عقب اتصال هاتفي بين وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، ونظيره الإسرائيلي جدعون ساعر.

إلا أن الكثيرين يرون أن هذه المساعدات رغم أهميتها، تظل قطرة في بحر الحاجة الملحة، في وقت يتحدث فيه خبراء الغذاء عن خطر مجاعة يلوح في الأفق يهدد قرابة مليوني إنسان محاصرين بلا كهرباء ولا مياه ولا طعام.

المجتمع الدولي.. إدانات دون تأثير

رغم تزايد الإدانات الدولية للتصعيد العسكري الإسرائيلي في غزة، إلا أن شيئًا فعليًا لم يتغير على الأرض. لا وقف لإطلاق النار، ولا ضمانات لإيصال المساعدات، ولا حتى ممرات إنسانية آمنة. وما زال سكان غزة يتنقلون بين الملاجئ المؤقتة والمستشفيات التي بالكاد تعمل، يحصون أنفاسهم ويراقبون القذائف من السماء

جوع وقصف وانتظار ثقيل

بين نار الطائرات وعجز الإغاثة، تبدو غزة اليوم على شفا كارثة مزدوجة: مجزرة مستمرة ومجاعة تطرق الأبواب. السكان، المنهكون من جولات متكررة من الحصار والحرب، يتشبثون بما تبقى من أمل في حياة قد تأتي، أو على الأقل هدنة مؤقتة، تمنحهم حق البقاء.

وفي ظل غياب حل سياسي أو ضغط دولي فعّال، تبقى غزة مسرحًا مفتوحًا للمأساة، فيما العالم يراقب من بعيد، مكتفيًا ببيانات القلق وتغريدات التضامن.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى