
شهدت القاهرة أمس (الاثنين) انعقاد ندوة لمناقشة الدورة التدريبية المتخصصة للصحفيين والإعلاميين بعنوان “كن صائدًا للشائعات في زمن الحرب باستخدام الذكاء الاصطناعي”، والتي ينظمها الاتحاد العام للصحفيين السودانيين بالتعاون مع مؤسسة Khan African Horizons.
حضر الندوة نخبة من الصحفيين والإعلاميين المصريين والسودانيين، إلى جانب خبراء في الإعلام الدولي وأكاديميين متخصصين في الإعلام الرقمي من مصر والسودان، في مشاركة عكست حجم الاهتمام المتزايد بمخاطر الشائعات وأدوات مواجهتها في زمن الحروب.
كلمات المنصة
اعتلت المنصة الكاتبة الصحفية وأستاذة الإعلام الدولي أمينة خيري، مسؤولة ملف التحقيقات بجريدة إندبندنت عربي، وشاركها الحديث كل من:
الدكتور حسام الضمراني عضو لجنة الإعلام بالمجلس الأعلى للثقافة والمتخصص في إعلام الوسائط المتعددة.
الكاتب الصحفي والباحث الأكاديمي عمرو خان المتخصص في الشؤون الإفريقية.
كما شهدت الندوة حضور الكاتب الصحفي محمد الفاتح نائب رئيس الاتحاد العام للصحفيين السودانيين، والكاتب الصحفي صلاح الشيخ الأمين العام للاتحاد، إضافة إلى الصحفي محمد إبراهيم المتخصص في شؤون رئاسة الوزراء بجريدة الدستور، والدكتور ضياء الدين من قناة السودان، وعدد من أعضاء الاتحاد من الصحفيين السودانيين. وقدمت الندوة الإعلامية سارة الطيب، المذيعة بقناة الزرقاء السودانية.
افتتاح الندوة
استهل الصحفي محمد الفاتح كلمته بالتأكيد على أهمية تطوير أدوات الصحفي والإعلامي، وخاصة أعضاء الاتحاد العام للصحفيين السودانيين، في ظل الحرب الدائرة بالبلاد من أجل الكرامة الوطنية. وقال:
“على الصحفيين السودانيين أن يكونوا في الصفوف الأولى دفاعًا عن الوطن، متسلحين بقدرات مواجهة الشائعات والتزييف والتضليل الإعلامي”.
وأشار إلى بدء تدشين الدورة التدريبية رسميًا، والتي تنطلق اليوم (الثلاثاء) وتستمر لمدة ثلاثة أيام.
خطورة الأخبار المزيفة
من جانبها، تحدثت الكاتبة الصحفية أمينة خيري عن خطورة الأخبار المزيفة وتاريخها السابق لظهور الذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى أن إساءة استخدام هذه التكنولوجيا زادت من اتساع دائرة التضليل الإعلامي في زمن الأزمات.
وقالت:”هناك كيانات إعلامية أُنشئت خصيصًا للتربح من التضليل الإعلامي، تقف وراءها حكومات وأمراء حرب وجماعات مسلحة”.
كما تناولت الأوضاع السياسية في السودان، متسائلة عن السرعة الكبيرة في انتشار الأخبار الكاذبة بين أطراف الصراع، في وقت يتسع فيه حضور شبكات التضليل الإعلامي على حساب الحقائق.
تفكيك الخطاب الإعلامي
بدوره، أوضح الدكتور حسام الضمراني أن السودان يعيش أزمة إعلامية عميقة، مؤكدًا أن تراجع المستوى الإعلامي في ظل التغييرات السريعة للإعلام الدولي والحروب يعكس الحاجة الماسة لتفكيك الخطاب الإعلامي السائد. وأشار إلى أهمية إدراك دور الوسائط المتعددة في صياغة الرواية الإعلامية في فترات الأزمات.
الشائعات أخطر من الحرب
أما الكاتب الصحفي عمرو خان فأكد أن خطورة الشائعات والتضليل الإعلامي في الأزمات والحروب تفوق خطورة الحرب نفسها، قائلاً:
“الشائعات تستهدف وحدة الصف وتفتيت النسيج المجتمعي، لخلق مزيد من الفُرقة والنزاعات بين أبناء الوطن الواحد”.
وشدد خان على ضرورة أن يتسلح الصحفي والإعلامي بالتكنولوجيا الحديثة لمواكبة تطورات العمل الإعلامي، محذرًا من الاستخدامات السلبية للذكاء الاصطناعي التي قد تعزز التضليل بدلًا من مكافحته.
خلصت الندوة إلى التأكيد على أن مواجهة الشائعات في زمن الحرب تتطلب دمج الخبرة الصحفية بالتكنولوجيا الحديثة، مع تعزيز وعي الإعلاميين بخطورة التضليل الإعلامي وآثاره الكارثية على وحدة المجتمعات واستقرار الدول.