أخر الأخبار

البنك الدولي: إطار جديد لدعم التمويل الأخضر ومشاريع الكوكب الصالح للعيش

لتحفيز الحلول العابرة للحدود

أعلن البنك الدولي -في خطوة تعكس تحوّلًا استراتيجيًا في هيكله المالي-عن إطلاق إطار جديد للحوافز المالية يهدف إلى تعزيز قدرة التمويل والابتكار في مواجهة التحديات العالمية ذات الطابع العابر للحدود، مثل تغيّر المناخ، والتلوث، والأوبئة. الإطار الذي يُعدّ الأول من نوعه بين بنوك التنمية متعددة الأطراف، يمثل ركيزة أساسية في الأجندة الجديدة للبنك ويمنح تمويلاً مخصصًا لمشروعات تحقق فوائد جماعية تتجاوز حدود الدول.

ويأتي هذا الإطار في سياق مساعي البنك لتعزيز موارده من المانحين والقطاع الخاص وشركاء التنمية، حيث جرى اعتماد مبادرة التمويل الأخضر (FFI) في أبريل 2024، كآلية جديدة لتشجيع البلدان متوسطة الدخل، عبر البنك الدولي للإنشاء والتعمير (IBRD)، على تنفيذ مشروعات تُعالج الأثر الخارجي للمشكلات العالمية مثل ندرة المياه في الأحواض المشتركة، وتقليل الانبعاثات، ومكافحة الأوبئة.

ويُقدّم الإطار حوافز مزدوجة، تشمل من جهة، حوافز شفافة ومحددة للعملاء من حيث السعر والمدة لتقليل تكلفة التمويل المخصص للمشروعات ذات التأثير العابر، ومن جهة أخرى، يوفر أدوات تمويل مبتكرة للمساهمين لتعزيز الميزانية العمومية للبنك، بما في ذلك رأس المال الهجين وضمانات المحفظة، عبر منصة مُسرّع الحلول العالمية (GSAP).

وتتيح هذه الآلية للمساهمين فرصة فريدة لتحقيق أثر مضاعف، حيث تُمكنهم مساهماتهم غير المُيسّرة من رفع القدرة الإقراضية للبنك الدولي للإنشاء والتعمير بمعدل يتراوح بين خمسة إلى 6.5 أضعاف على مدى سبع سنوات، مما يعزز تمويل المشاريع الكبرى التي تخدم الصالح العام العالمي.

كما سيُنشئ البنك صندوقًا جديدًا تحت اسم “كوكب صالح للعيش” (LPF)، ليكون أول صندوق استئماني يُخصَّص لتقديم حوافز حصرية للدول متوسطة الدخل لمواجهة الأزمات العابرة للحدود، مستهدفًا دعم الحوافز السعرية المرتبطة بمبادرة التمويل الأخضر.

ويؤكد البنك أن هذا الإطار يُغيّر من معادلة تحليل الكلفة والعائد على مستوى الدول، حيث تختلف جدوى هذه المشروعات محليًا مقارنة بجدواها عالميًا. وبإعادة ضبط هذه المعادلة من خلال الحوافز، يمكن تحفيز الدول على تنفيذ مشاريع تعود بالنفع على كوكب الأرض، خصوصًا في ظل أزمات متداخلة مثل التغير المناخي وفقدان التنوع البيولوجي وتزايد الكوارث الصحية والبيئية.

ويُعتبر إطلاق هذا الإطار جزءًا من رؤية البنك لتكييف نموذجه المالي بما يواكب أهداف التنمية المستدامة، من خلال توسيع نطاق الإقراض الموجّه نحو تحقيق فائدة عامة مشتركة، وتسريع وتيرة العمل الجماعي لمواجهة الأزمات العالمية بمقاربات محلية مبتكرة.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى