أخر الأخبار

الخرطوم تتحرر: نهاية مرحلة سوداء وبداية لاستعادة الدولة

آخر تحديث: 20 مايو 2025.. في تحول ميداني نوعي يُعدّ الأبرز منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023، أعلن الجيش السوداني استعادة السيطرة الكاملة على ولاية الخرطوم، بعد عملية عسكرية شاملة تم تنفيذها على مدار شهور، تمكّن خلالها من سحق فلول مليشيا الدعم السريع وطردها من العاصمة-نقلُا عن جريدة وموقع أصداء سودانية-.

العملية العسكرية: تفاصيل السيطرة على الخرطوم

أعلن المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة، العميد ركن نبيل عبد الله، في بيان رسمي، “اكتمال تطهير ولاية الخرطوم من عناصر مليشيا آل دقلو الإرهابية”. وأكد أن العاصمة السودانية باتت خالية تمامًا من الوجود المليشياوي، وأن الجيش والقوات المشتركة والمخابرات العامة والمستنفرين، أحكموا سيطرتهم على الخرطوم والنيل الأبيض.

شهدت العمليات النهائية التحام القوات القادمة من أم درمان مع نظيراتها القادمة من النيل الأبيض، في مشهد وصفته مصادر عسكرية بـ”لحظة التتويج العسكري”.

تفاصيل ميدانية: سقوط الصالحة

منطقة الصالحة جنوب أم درمان، والتي كانت آخر معاقل المليشيا في ولاية الخرطوم، سقطت بعد معارك عنيفة خاضها الجيش منذ صباح الإثنين. واستطاعت القوات المسلحة التقدّم والسيطرة على المنطقة، بعد مواجهات عنيفة تمكّنت خلالها من تحرير نحو 50 أسيرًا من القوات النظامية كانوا محتجزين داخل مواقع تابعة للمليشيا.

وبثت صفحات موالية للجيش على وسائل التواصل الاجتماعي مشاهد من داخل الصالحة، أظهرت استيلاء القوات على مخازن أسلحة وطائرات مسيّرة وأجهزة تشويش، بالإضافة إلى دبابات (T-55)، وعربات قتالية مزوّدة بمدافع دوشكا ومدفعية ثقيلة.

الاكتشاف الصادم: جثث مخزّنة داخل صناديق خرسانية

في تطور صادم، عرضت فيديوهات مصورة من موقع الاشتباكات في الصالحة العثور على عدد كبير من الجثث داخل صناديق خرسانية، في ظروف إنسانية مأساوية. وأظهرت المقاطع جثثًا مقطعة وأخرى متحللة، يُعتقد أنها تعود لمعتقلين قضوا نحبهم تحت التعذيب أو الاحتجاز المطوّل.
ووفقًا لمصادر عسكرية، يُرجّح أن تلك الجثث تعود لأيام أو أسابيع ماضية، مما يثير تساؤلات حول حجم الانتهاكات التي كانت تُمارَس داخل تلك المعاقل.

مرتزقة كولومبيون في الميدان: مفاجأة أمنية تثير الجدل

في سياق متصل، عثرت القوات السودانية في مواقع المليشيا بالصالحة على بطاقات هوية لمرتزقة كولومبيين، بينهم ضابط في الجيش الكولومبي يُدعى “باتينو”، كان يرتدي زيًّا خاصًا بالقوات البرية الخاصة الكولومبية.
وكشفت منصة القدرات العسكرية السودانية عن مخاطبة وزارة الدفاع الكولومبية رسميًا للتحقق من هوية الضابط وطبيعة مهمته في السودان، وسط تساؤلات عن ارتباطه بمهام استخباراتية أو نشاطات غير رسمية في ساحة صراع شديدة الحساسية.

ومن المتوقع أن تفتح وزارة الدفاع السودانية تحقيقًا مشتركًا مع الجانب الكولومبي في هذا الشأن، خاصةً بعد التأكد من الرموز والنقوش العسكرية الدالة على انتماء الضابط للمؤسسة العسكرية الكولومبية.

مجلس السيادة: الخرطوم بداية جديدة للدولة

عقد مجلس السيادة الانتقالي اجتماعًا طارئًا عقب إعلان السيطرة على الخرطوم، وعبّر عن ترحيبه بما وصفه بـ”نقطة تحول استراتيجية في مسار الحرب”. وأكد المجلس أن “استعادة الخرطوم تمثل نهاية مرحلة سوداء من الفوضى والتمرد، وبداية جديدة نحو استعادة الدولة وبسط الأمن في جميع أرجاء الوطن”.

ودعا المجلس إلى الإسراع في تأمين الخدمات الأساسية في المناطق المحررة، وخاصة الخرطوم، مع التشديد على دعم المؤسسات الخدمية لضمان عودة الحياة الطبيعية تدريجيًا.

رسالة الحكومة: “الطريق إلى كردفان ودارفور لن تعيقه رجفة المرجفين”

من جانبه، وجّه وزير الثقافة والإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة خالد الإعيسر، رسالة تهنئة للشعب السوداني عبر حسابه على “فيسبوك”، قائلاً:

“نؤكد لأهلنا في كردفان ودارفور أن الطريق إليكم لن تعيقه رجفة المرجفين. القوات المسلحة والمستنفرون تعاهدوا منذ أول يوم على المضي حتى تحرير آخر شبر في أرض السودان.”

الانهيار الداخلي للمليشيا: شهادة إبراهيم بقال

وفي تطور لافت، خرج القيادي السابق بمليشيا الدعم السريع إبراهيم بقال في مقطع مصوّر، متحدثًا عن “الخذلان” الذي تعرض له الإعلاميون داخل صفوف المليشيا. وقال إنه اضطر للفرار من الخرطوم شبه عارٍ مرتديًا فقط “فنلة وترينق”، تاركًا خلفه عائلته وأمواله.

وأوضح بقال أن الطاقم الإعلامي واجه المعركة بدون أي دعم لوجستي أو تجهيزات، وأن المليشيا انسحبت دون إخطار الجنود والإعلاميين، مما تركهم مكشوفين في وجه الموت.

الخطوة التالية: “القرعة وقعت على بارا”

في مؤشر على المرحلة المقبلة، أعلن قائد فيلق “البراء بن مالك”، المصباح أبوزيد طلحة، أن الجيش لن يتقدّم نحو أهداف مجهولة كما كان يحدث في السابق.
وقال في تصريحات ميدانية:

“تاني مافي حاجة اسمها المنطقة (X)… القرعة وقعت على بارا. إني لكم من المبصرين المنذرين.”

في إشارة واضحة إلى أن المعركة القادمة ستركّز على إقليم كردفان، وتحديدًا مدينة بارا التي قد تكون ساحة المواجهة التالية.

وأخيرًا، يمثل تحرير ولاية الخرطوم تحولًا مفصليًا في النزاع المسلح المستمر في السودان منذ عامين، ويدشّن مرحلة جديدة في مسار الدولة السودانية نحو بسط سيطرتها على كامل أراضيها.
لكن التحديات القادمة لا تقل ضراوة، خاصة في ظل المعارك المرتقبة في كردفان ودارفور، واستمرار التعقيدات الإقليمية والدولية التي تحيط بالصراع.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى