أخر الأخبار

 " القاهرة " تحتفل بالطفولة الإفريقية في " الحديقة الثقافية "

"السيدة زينب" تتحول إلى مسرح للتنوع والتضامن الإفريقي

عمرو خان

شهدت الحديقة الثقافية بالسيدة زينب بالقاهرة يوم الخميس الموافق 26 يونيو 2025 احتفالية فنية وإنسانية كبرى بمناسبة اليوم العالمي للطفل الإفريقي، نظمها المركز القومي لثقافة الطفل برئاسة الدكتور أحمد عبدالعليم، بالتعاون مع مؤسسة حق لتقديم الدعم القانوني للاجئين، برعاية وزارة الثقافة المصرية، وبدعم إنساني من المستشار ياسر فراج، مدير مؤسسة “حق”، أحد أبرز المتخصصين في قضايا اللاجئين في مصر.

انطلق الحفل عصر الخميس واستمر حتى الساعات الأولى من صباح الجمعة 27 يونيو، وسط إقبال جماهيري غير مسبوق من العائلات المصرية والجاليات السودانية والإفريقية، الذين توافدوا على المكان ليشاركوا الأطفال فرحتهم في أجواء غامرة بالفن والبهجة والوحدة.

الفن رسالة والمحبة رابط

تضمّنت الاحتفالية باقة متميزة من العروض الفنية والترفيهية المتنوعة للأطفال من مختلف الدول الإفريقية، إلى جانب عروض مسرح العرائس التي قدمها فنانون مصريون متميزون، كما شاركت فرق فنية للأطفال السودانيين بعروض استعراضية أبهرت الحضور، وسط أجواء من الفرح والاندماج بين الثقافات.

تضمّن الحفل عروضًا غنائية مشتركة لعدد من الفنانين المصريين والسودانيين الذين أبدعوا في تقديم وصلات فنية تنوعت بين الأغاني التراثية النوبية والإفريقية، والموسيقى الشعبية المصرية، إضافة إلى عروض مسرح العرائس المبهرة التي قدّمها فنانون مصريون قدماء في هذا الفن، مما أسعد الحضور من الصغار والكبار على حد سواء.

ولفتت الأنظار فرق الفنون الاستعراضية للأطفال السودانيين التي أبدعت في تقديم رقصات تقليدية مستوحاة من التراث السوداني، عبر لوحات تشكيلية جسدت وحدة الشعوب الإفريقية، وسط تصفيق حار من الجمهور الذي تفاعل معها بشكل كبير.

وتفاعل الحاضرون – من المصريين وأبناء الجاليات الإفريقية – مع الوصلات الغنائية المتنوعة التي قدّمها فنانون من مصر والسودان، تنوعت بين الأغنية النوبية والتراث السوداني والفلكلور الإفريقي، ما خلق حالة من الاندماج الموسيقي والثقافي في قلب العاصمة المصرية.

معرض تراثي ومبادرة صحية

كما تضمن اليوم احتفالًا خاصًا بالتراث الإفريقي، من خلال معرض للمنتجات اليدوية التي تعبر عن خصوصية الثقافات الإفريقية، بمشاركة مجموعة من الحرفيين والمبدعين الأفارقة.

وفي كلمته، أكد المستشار ياسر فراج أن هذه الفعالية هي فرصة لتجديد محبة الأفارقة لمصر شعبًا وحكومةً، مشيرًا إلى أن الهدف الأساسي هو دمج الأطفال الأفارقة مع أقرانهم المصريين في إطار من التفاعل الإنساني والتفاهم الثقافي.

كما أعلن “فراج” خلال الاحتفال عن دعوة مفتوحة للمجتمع الإفريقي لدعم مبادرة لإعادة تأهيل المستشفيات والمراكز الصحية في السودان التي دُمرت جراء الحرب، مؤكدًا أن الأطفال كانوا من أبرز ضحايا هذه الكارثة، وأن هذا الدعم يمثل خطوة مهمة نحو التعافي.

جمهور غفير واحتفاء شعبي

امتد الحفل حتى الساعات الأولى من صباح الجمعة 27 يونيو، وسط حضور جماهيري كثيف وغير مسبوق، حيث توافد المئات من الأسر المصرية والأفريقية إلى الحديقة لمشاركة الأطفال هذه المناسبة النابضة بالحب والأمل.

وحدة وادي النيل في قلب القاهرة

جاءت هذه الفعالية لتؤكد مرة أخرى على أن القاهرة ليست فقط عاصمة الثقافة، بل هي أيضًا حضن دافئ لكل الأشقاء العرب والأفارقة، وأن مصر تظل في مقدمة الدول الساعية لترسيخ قيم التعايش والانتماء الإفريقي، خاصة بين أبناء وادي النيل الذين يجمعهم التاريخ والمصير.

في هذا اليوم، امتزجت أصوات الطفولة، وألوان الثقافة، وأحلام القارة السمراء، لتصنع مشهدًا فنيًا وإنسانيًا خالدًا، يبعث برسائل الحب والوحدة والأمل في غدٍ أكثر إشراقًا لكل أطفال إفريقيا.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى