أخر الأخبار

الجيش السوداني يصد هجومًا جديدًا لـ«الحركة الشعبية» في جنوب كردفان

أعلن المتحدث باسم الجيش السوداني، العميد الركن نبيل عبدالله، مساء الثلاثاء، نجاح القوات المسلحة في التصدي لهجوم شنته قوات «الحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال»، بقيادة عبدالعزيز الحلو، على طريق كادقلي– الدلنج بولاية جنوب كردفان.

وأوضح العميد عبدالله أن «قوات الفرقة 14 مشاة كادقلي تمكنت من صد الهجوم على محطة الدشول، ودمرت العدو واستولت على كميات من الأسلحة والعربات القتالية، بينها ثلاث دبابات».

وأضاف أن المواجهات العسكرية ما زالت متواصلة بين الجيش وقوات الدعم السريع في مدينة بابنوسة بغرب كردفان لليوم الثاني على التوالي.

وتأتي هذه الاشتباكات في وقت تشهد فيه عدة جبهات في السودان تصعيدًا ميدانيًا بين القوات المسلحة والميليشيات المسلحة، خاصة في ولايات دارفور وكردفان، حيث تسعى الحكومة الانتقالية بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان إلى فرض سيطرتها على كامل التراب الوطني وسط اضطراب سياسي وأمني متواصل منذ اندلاع الصراع المسلح مع قوات الدعم السريع في أبريل 2023.

ويُذكر أن «الحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال»، بقيادة عبدالعزيز الحلو، تعد واحدة من أبرز الحركات المسلحة في جنوب كردفان والنيل الأزرق، وكانت طرفًا في مفاوضات السلام السابقة، إلا أن التصعيد الأخير أعاد خلط الأوراق على الأرض في ظل استمرار النزاع المفتوح بالسودان.

في هذا السياق، يرى محللون أن عودة الاشتباكات بين الجيش السوداني والحركة الشعبية في هذه المرحلة تعكس تعقيدات المشهد العسكري والسياسي، خصوصًا في ولايات الهامش مثل جنوب كردفان، التي طالما شكلت معقلًا تاريخيًا للتمرد المسلح ضد المركز.

كما أن تصعيد «الحركة الشعبية» في وقت تخوض فيه القوات المسلحة السودانية حربًا مفتوحة ضد ميليشيات الدعم السريع في الخرطوم ودارفور وغرب كردفان، يمثل محاولة لاستثمار حالة الإنهاك العسكري النسبي للجيش على جبهات متعددة.

وفي المقابل، يسعى الجيش إلى إثبات قدرته على السيطرة الميدانية ومنع أي اختراق جديد قد يغير ميزان القوى، إذ إن نجاح القوات المسلحة في صد هذا الهجوم والسيطرة على عتاد عسكري مهم يعزز من موقفها في المشهد الراهن، داخليًا وخارجيًا، خاصة في ظل الضغوط الدولية لإيجاد تسوية سياسية شاملة.

ويبقى السؤال مطروحًا: هل يمهد هذا التصعيد لموجة جديدة من المواجهات مع «الحركة الشعبية» في جنوب كردفان، أم أن هناك فرصة لاحتواء التوتر والعودة إلى مسار التفاوض في ظل صراع معقد متعدد الأطراف؟

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى