في تطور لافت يعكس تصاعد الأزمة السياسية داخل إيران، دعا رضا بهلوي، نجل شاه إيران الراحل، يوم الجمعة، قوات الجيش والأمن الإيراني إلى الانشقاق عن ما وصفه بـ”نظام الملالي”، محمّلًا المرشد الأعلى علي خامنئي مسؤولية جر البلاد إلى حافة الحرب مع إسرائيل، في أعقاب الهجمات الإسرائيلية الأخيرة.
نجل شاه إيران يحرض قوات الأمن على الانشقاق: “النظام ضعيف ومهدد بالسقوط”
وفي بيان ناري، وصف بهلوي النظام الإيراني بأنه “ضعيف ومنقسم”، وقال: “قد تسقط. وكما قلت لأبناء وطني: إيران لكم، وعليكم استعادتها. أنا معكم. ابقوا أقوياء وسننتصر”. وأضاف: “لقد قلت للجيش والشرطة وقوات الأمن: انشقوا عن النظام. احترموا قسم أي جندي شريف. انضموا إلى الشعب”.
وتأتي هذه التصريحات في توقيت بالغ الحساسية، حيث تتزايد التوترات بين طهران وتل أبيب، على خلفية تصعيد عسكري متبادل وتهديدات مستمرة، في ظل تصدع داخلي تشهده الجمهورية الإسلامية منذ احتجاجات 2022 التي اندلعت بعد وفاة الشابة مهسا أميني أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق.
ودعا بهلوي المجتمع الدولي إلى عدم دعم ما وصفه بـ”النظام الإرهابي المحتضر”، في تلميح واضح إلى عزلة متنامية يعيشها النظام الإيراني، خاصة بعد الهجوم الذي نفذته حركة حماس في 7 أكتوبر 2023، والذي فتح فصلاً جديدًا من الصراع في المنطقة، وأعاد رسم خريطة التحالفات.
من هو رضا بهلوي
رضا بهلوي، الذي يعيش في المنفى قرب العاصمة الأميركية واشنطن، كان وليًا للعهد في النظام الملكي الذي أطاحت به الثورة الإسلامية عام 1979. وعلى الرغم من كونه رمزًا للملكية السابقة، يؤكد في تصريحاته المتكررة أنه لا يسعى إلى إعادة النظام الملكي، بل يهدف إلى دعم إقامة “ديمقراطية علمانية” في إيران.

وتاريخيًا، كانت العلاقات بين طهران وتل أبيب وثيقة في عهد الشاه محمد رضا بهلوي، إذ كانت إيران حليفًا استراتيجيًا لإسرائيل، قبل أن تنقلب الأمور رأسًا على عقب بعد الثورة الإسلامية. واليوم، تبدو المفارقة جلية، إذ يظهر نجل الشاه على خط تماس سياسي جديد، مناهضًا للنظام الحالي ومتعاطفًا علنًا مع تل أبيب.
وفي السنوات الأخيرة، لعب بهلوي دورًا إعلاميًا وسياسيًا متزايدًا، وشارك مؤيدوه من الجالية الإيرانية في الخارج، لا سيما في أوروبا وأميركا، في تظاهرات داعمة للاحتجاجات داخل إيران، وأخرى مؤيدة لإسرائيل، ورفعوا خلالها العلم الإمبراطوري القديم، تعبيرًا عن رفضهم لحكم رجال الدين.
تصريحات بهلوي الأخيرة ليست الأولى من نوعها، لكنها تأتي هذه المرة وسط تصعيد إقليمي ينذر بانفجار أوسع، وتزايد الحديث عن احتمال انهيار داخلي في بنية النظام الإيراني، إذا ما تواصل الضغط الخارجي والاحتجاجات الشعبية.