أخر الأخبار

حفتر في مرمى الاتهام: السودان يواجه مؤامرة إقليمية بدعم إماراتي

وتصاعد الصراع الجيوسياسي في المثلث الحدودي بين السودان وليبيا ومصر

الخرطوم –الثلاثاء 10 يونيو 2025

في تصعيد خطير ينذر بإعادة خلط أوراق الجغرافيا العسكرية في شمال أفريقيا، أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية، صباح اليوم، أن ميليشيا قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، شنت هجومًا واسع النطاق على النقاط الحدودية السودانية الواقعة ضمن المثلث الحدودي المشترك مع مصر وليبيا، مدعومة بقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وتحديدًا ما يُعرف بـ”كتيبة السلفية”.

ووصفت القوات المسلحة السودانية الهجوم بأنه “انتهاك صارخ للقانون الدولي” و”امتداد مباشر لمؤامرة إقليمية ودولية على السودان”، مشيرةً إلى أن الدعم العسكري المقدم من دولة الإمارات العربية المتحدة للمليشيات المتورطة يعكس، حسب تعبير البيان، “تورطًا واضحًا في زعزعة استقرار السودان وفرض أمر واقع على الأرض”.

جغرافيا الاشتباك: المثلث المشتعل

المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا، لطالما اعتُبر بؤرة توتر جيوسياسي، بالنظر إلى ما يتمتع به من موقع استراتيجي حساس يشرف على طرق تهريب السلاح والبشر، إضافةً إلى قربه من منابع النفط الليبية والطرق التجارية القديمة في شمال دارفور. وقد ظل هذا المثلث منطقة مراقبة متوترة منذ بداية الحرب السودانية في أبريل 2023، لكنه لم يشهد هجومًا مباشرًا بهذا الحجم من قبل.

دور حفتر والدعم الإماراتي

هذه ليست المرة الأولى التي تُوجَّه فيها اتهامات إلى قوات حفتر بالتدخل في الشأن السوداني. لكن إعلان الجيش السوداني هذه المرة يؤكد أن التدخل لم يعد غير مباشر، بل تطوّر إلى “مشاركة عسكرية فعلية في القتال”، على حد تعبير البيان. وتأتي هذه التطورات في ظل تقارير متزايدة عن تنسيق إماراتي-ليبي-دقلاوي يُعيد رسم خرائط النفوذ في المنطقة الممتدة من سبها إلى دنقلا.

البيان أشار أيضًا إلى ما سماه بـ”التواطؤ الإقليمي والدولي” في تغطية هذا العدوان، مطالبًا المنظمات الدولية بكسر صمتها “الذي بات يُفسر تواطؤًا ضمنيًا مع المخطط”.

القوات المسلحة السودانية : “سندافع وسننتصر”

وختمت القوات المسلحة السودانية بيانها بالتأكيد على استعدادها الكامل لصد الهجوم، متعهدةً بالدفاع عن السيادة الوطنية “مهما بلغت كلفة المؤامرة”.

كما حيّت أرواح “الشهداء الأبرار”، وتمنت الشفاء العاجل للمصابين، ممهورةً بعبارة: “نصر من الله وفتح قريب”.

خلفية الأزمة

بدأت الحرب السودانية الحديثة في أبريل 2023 بعد انقلاب داخل القيادة العسكرية للبلاد وتفجر النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. ومنذ ذلك الحين، تحوّلت البلاد إلى ساحة صراع إقليمي غير معلن، شاركت فيه أطراف عربية وإفريقية بطرق شتى، مما عمّق الأزمة الإنسانية والسياسية وأدى إلى تشريد الملايين من المدنيين.

ويُنظر إلى الدعم الخارجي الذي تتلقاه بعض المليشيات، لا سيما الدعم السريع، كعاملٍ أساسي في إطالة أمد الحرب وتعقيد فرص الوصول إلى تسوية سلمية عادلة.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى