
متابعات – 8 يونيو 2025:
اتهم ائتلاف أسطول الحرية إسرائيل بـ “اختطاف” النشطاء الذين كانوا على متن السفينة الخيرية “مادلين”، بعد أن اعترضتها القوات الإسرائيلية أثناء محاولتها كسر الحصار البحري المفروض على قطاع غزة. السفينة، التي كانت تحمل مساعدات إنسانية و12 ناشطًا دوليًا، تم توقيفها في المياه الدولية وتم سحبها إلى ميناء أسدود الإسرائيلي.
تفاصيل الحادثة
في الساعات الأولى من صباح يوم الإثنين 8 يونيو، أورد ائتلاف أسطول الحرية عبر حساباته الرسمية على تلغرام أن القوات البحرية الإسرائيلية قد صعدت على متن السفينة التي ترفع العلم البريطاني، وأجبرتها على تغيير مسارها إلى الميناء الإسرائيلي. وأضاف الائتلاف أن الاتصال مع السفينة قد انقطع في تلك اللحظات، موجهًا اتهامًا لإسرائيل بـ “اختطاف” النشطاء الذين كانوا على متنها.

السفينة كانت محملة بمساعدات إنسانية رمزية تتضمن الأرز وحليب الأطفال، وكان الهدف منها كسر الحصار البحري الذي تفرضه إسرائيل على غزة. وكانت السفينة في طريقها إلى القطاع الفلسطيني عبر البحر الأبيض المتوسط عندما تعرضت للاعتراض.
ردود الفعل
إسرائيل: من جهتها، قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن السفينة كانت تقترب من “منطقة محظورة” قبالة سواحل غزة، وأن الجيش الإسرائيلي قد تصرف بشكل سلمي خلال العملية. كما أكدت الوزارة أن النشطاء على متن السفينة في “حالة جيدة” وأنهم سيعودون إلى بلدانهم قريبًا، في حين وصفت مساعدات السفينة بأنها “رمزية” ولا تتعدى شاحنة واحدة من الإمدادات.
ائتلاف أسطول الحرية: في المقابل، وصف الائتلاف العملية بأنها “انتهاك فاضح للقانون الدولي” مؤكدا أن الاعتراض وقع في المياه الدولية، وهو ما يجعل تصرف إسرائيل غير قانوني. وأضاف أن النشطاء الذين كانوا على متن السفينة، بينهم ناشطون دوليون من عدة دول أوروبية وأمريكية، لا يمكن احتجازهم وفقًا للقوانين الدولية.

المجتمع الدولي: هذا الحادث أثار ردود فعل واسعة على الساحة الدولية، حيث نددت تركيا وإيران وفرنسا ودول أخرى بالتحرك الإسرائيلي، معتبرةً أنه يشكل خرقًا واضحًا للقانون الدولي و”قرصنة” في المياه الدولية. كما دعت حركة حماس إلى إطلاق سراح النشطاء فورا، محملةً إسرائيل المسؤولية عن سلامتهم.
الأمم المتحدة: من جانبها، أعربت المقررة الأممية لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز، عن قلقها إزاء الحادث، مؤكدة أن الأمر يستدعي تحركًا دوليًا سريعًا لإنهاء الحصار على غزة.
القافلة الرمزية “الصمود”
وفي سياق متصل، انطلقت قافلة “الصمود” من تونس يوم الإثنين، متجهة إلى غزة في خطوة رمزية لدعم الفلسطينيين وكسر الحصار. القافلة التي تضم مئات الناشطين التونسيين والعرب، من بينهم أطباء ونشطاء من دول مختلفة، تأمل في الوصول إلى معبر رفح، رغم أن مصر لم تمنح تصاريح مرور للقافلة حتى الآن.
الناشطون في القافلة يهدفون إلى لفت الأنظار إلى الوضع الإنساني المتدهور في غزة، حيث تعيش المنطقة تحت ظروف صعبة جراء الحصار المستمر.
تستمر الاحتجاجات والمطالبات الدولية من أجل رفع الحصار عن قطاع غزة وتوفير الحماية للناشطين الدوليين، في وقت يعيش فيه الفلسطينيون تحت ضغط هائل من الحصار العسكري والإنساني. ستظل تطورات هذه الحوادث محط أنظار المجتمع الدولي في الأيام القادمة، وسط تصاعد الدعوات لإنهاء الوضع غير الإنساني في القطاع الفلسطيني.