القدس – 22 مايو 2025
اختتم “حملة – المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي”، مساء الأربعاء، فعاليات النسخة التاسعة من منتدى فلسطين للنشاط الرقمي تحت شعار “اتصال مقطوع: الحرب على الإنترنت والحقوق الرقمية الفلسطينية”، بمشاركة واسعة ضمت أكثر من 900 ناشط وخبير من مختلف أنحاء العالم، وأكثر من 60 متحدثًا ومدربًا، إلى جانب شراكات فاعلة مع أكثر من 50 مؤسسة محلية ودولية.
وعُقد المنتدى افتراضيًا على مدار يومين، جمع خلالهما أصواتًا من المجتمع المدني، الصحافة، الهندسة، والتقنيات الرقمية، في نقاشات معمقة حول الانقطاع القسري للاتصال في قطاع غزة، وانعكاساته الكارثية على التعليم، والرعاية الصحية، والصحة النفسية، وحرية التعبير.
أصوات من قلب العاصفة
في اليوم الأول، تصدرت الكاتبة والناشطة الكندية ناعومي كلاين المشهد، بمداخلة خاصة تحدثت فيها عن “فظائع غزة” وأثرها العالمي، داعية إلى حماية الصحفيين ودعم الحق في نقل الحقيقة. كذلك تحدثت الصحفية هند خضري من غزة، التي قدّمت شهادة حية عن العمل الصحفي في ظل القصف وانقطاع الاتصال، بينما أكدت المقررة الخاصة في الأمم المتحدة إيرين خان أن تدمير الاتصالات في غزة يُعد اعتداء مباشرًا على حرية الرأي والوصول إلى المعلومات.
صرخة من وادي السيليكون
واستعرضت المهندسة ابتهال أبو السعد تجربتها بعد فصلها من شركة مايكروسوفت لرفضها توظيف الذكاء الاصطناعي في أدوات عسكرية، داعية العاملين في قطاع التكنولوجيا إلى اتخاذ موقف أخلاقي واضح.
الجريمة الرقمية: تشخيص قانوني
وفي جلسة قانونية، أوضحت د. ميس قنديل أن تدمير البنية التحتية الرقمية يُعد انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني، بينما أشار د. لويجي دانييل إلى أن الحصار الرقمي في غزة يحرم المدنيين من أبسط حقوقهم: الحياة والاتصال.
تكريم رغم الأنقاض
اختتم اليوم الأول بالإعلان عن “جائزة منتدى فلسطين للنشاط الرقمي 2025″، التي ذهبت للصحفيين وصناع المحتوى في غزة، تكريمًا لصمودهم في نقل الحقيقة وسط الركام.
ورش اليوم الثاني: مقاومة رقمية ومعرفة حرة
شهد اليوم الثاني تنظيم سلسلة ورش تدريبية تناولت أدوات التحقق الرقمي، مكافحة التضليل، الخصوصية، والتعليم تحت الحصار. برزت ورشة “القدرة على الصمود في العصر الرقمي” والتي تناولت تحديات الأمن الرقمي للصحفيين في غزة، إلى جانب ورشة “غزة أونلاين” التي قدمت حلولا تقنية مثل eSIM لتعويض الانقطاع في الشبكة.
كما شاركت مؤسسة أريج في تقديم ورشة “غزة في العالم الافتراضي” بقيادة الصحفية روان الضامن، والتي ناقشت سُبل مقاومة التضليل الرقمي وتثبيت الرواية الفلسطينية. أما ورشة “قوة الإثبات” فقد عرضت أدوات توثيق الانتهاكات، مثل تطبيق eyeWitness ومنصة Tella، لضمان أمان المدافعين عن حقوق الإنسان.
التعليم حق رقمي
سلطت ورشة “التعليم تحت الحصار”، بتنظيم مشترك مع جامعة بيرزيت ومؤسسات تعليمية أخرى، الضوء على الانتهاكات التي طالت المدارس والجامعات، مشيرة إلى أن العزلة الرقمية تفاقم الأزمة النفسية والتعليمية للأطفال والطلاب، مطالبة باعتراف دولي بالتعليم كحق رقمي أساسي.
مساحات جامعية للنقاش الرقمي
واختُتم المنتدى بورشتين لطلبة الجامعات، الأولى في جامعة بيرزيت حول “الرقابة الذاتية على وسائل التواصل”، والثانية في جامعة بيت لحم بعنوان “الحرية الرقمية والصحة النفسية”، بالإضافة إلى جلسات نوعية تناولت أثر القمع الرقمي على الفنانين والمجموعات الجندرية.
منتدى فلسطين الرقمي: ساحة مقاومة رقمية مفتوحة
أكدت النسخة التاسعة من المنتدى أن الفضاء الرقمي الفلسطيني ليس مجرد ميدان تقني بل ساحة نضال وحق، وشكلت منبرًا لتطوير سياسات رقمية عادلة تُنصف الفلسطينيين في وجه الرقابة، وتتصدى للتواطؤ التكنولوجي مع الاحتلال.
