أخر الأخبار

دراسة تحذر: عند أكثر من 9 ساعات نوم؟ دماغك يشيخ أسرع مما تتخيل!

كشفت دراسة علمية حديثة نُشرت في مجلة   The Lancet  الطبية، عن نتائج مقلقة بشأن الإفراط في النوم، محذّرة من أن النوم لمدة تتجاوز تسع ساعات يوميًا قد لا يكون مجرد عادة صحية أو دلالة على الراحة، بل مؤشّرًا بيولوجيًا لمخاطر صحية كامنة.

ووفقاً للدراسة التي أُجريت على آلاف المشاركين من مختلف الفئات العمرية، تبيّن أن الأشخاص الذين ينامون تسع ساعات أو أكثر في الليلة أظهروا علامات لتقدم عمر الدماغ بما يعادل نحو 6 سنوات ونصف، مقارنةً بأقرانهم الذين يلتزمون بفترات نوم ضمن النطاق الصحي (7 إلى 8 ساعات).

وتُعد هذه النتائج بمثابة إنذار مبكر حول علاقة النوم المفرط بتدهور الوظائف المعرفية وزيادة احتمالات الإصابة بأمراض مثل الزهايمر والخرف.

ويُرجح الباحثون أن أحد العوامل المساهمة في هذه الظاهرة هو اضطراب في عمل الساعة البيولوجية للجسم، إلى جانب ضعف فعالية الدماغ في التخلص من الفضلات العصبية أثناء النوم الطويل، خاصة عند تكرار النوم خلال النهار أو النوم المتقطع ليلاً.

 وتُشير النتائج إلى أن النوم الطويل قد يكون نتيجة أو حتى سببًا لحالات التهابات مزمنة أو أمراض قلبية ودماغية صامتة، لم تُشخّص بعد.

كما لفتت الدراسة إلى أن الإفراط في النوم قد لا يكون في ذاته مسببًا للمشكلات، بل مؤشرًا على وجود خلل أعمق يحتاج إلى تقييم طبي شامل، خاصة في حال ترافقه مع ضعف التركيز، تغير المزاج، أو شعور دائم بالإجهاد رغم كثرة النوم.

ويحذر الأطباء من أن التعامل مع النوم بوصفه “علاجًا طبيعيًا” دون رقابة يمكن أن يكون مضللاً، وينصحون باتباع نمط حياة متوازن يجمع بين النوم الكافي، والنشاط الجسدي، والتغذية السليمة، ومراقبة العلامات المبكرة لأي تغيرات معرفية أو عصبية.

في ضوء هذه النتائج، يُشجّع الباحثون الأفراد على إجراء تقييمات دورية لجودة النوم، وعدم تجاهل الأعراض غير المبررة كالإرهاق المزمن أو الرغبة المستمرة في النوم، كونها قد تكون إشارات مبكرة تستوجب التدخل.

ويُتوقّع أن تفتح هذه الدراسة الباب أمام أبحاث مستقبلية تركز على العلاقة المعقدة بين النوم والصحة الدماغية، وتسهم في تطوير أدوات تشخيصية وقائية تعتمد على أنماط النوم كمؤشر مبكر للأمراض العصبية والتنكسية.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى