حققت القاهرة قفزة نوعية في إنجاز جديد يسلّط الضوء على جهود مصر المتواصلة في مواجهة التغيرات المناخية، وذلك في تصنيف مؤشر أداء تغير المناخ (CCPI) لعام 2025، حيث تقدّمت إلى المركز العشرين من بين 67 دولة شملها التصنيف، متقدمة بذلك مركزين عن ترتيبها في عام 2024 الذي احتلت فيه المركز الثاني والعشرين.
ويأتي هذا التقدم كنتيجة مباشرة لجهود الدولة في دعم مشروعات الطاقة النظيفة والمتجددة، وتحسين كفاءة استخدام الموارد، ووضع استراتيجيات وطنية تتماشى مع أهداف الاستدامة العالمية. وبهذا الإنجاز، تجاوزت مصر عددًا من الدول الكبرى في المنطقة مثل جنوب أفريقيا (المركز 38)، والجزائر (المركز 51)، والإمارات العربية المتحدة (المركز 65).
تغيرات مناخية مقلقة في الداخل
بالتزامن مع هذا التقدم في المؤشرات الدولية، كشف الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عن بيانات حديثة بمناسبة اليوم العالمي للأرصاد الجوية، تسلط الضوء على التحديات المناخية التي تواجهها البلاد داخليًا. وأشار التقرير إلى تسجيل درجات حرارة غير مسبوقة خلال عام 2023، حيث بلغت درجة الحرارة العظمى في أسوان 43.9 درجة مئوية خلال شهر أغسطس، فيما سجلت شرم الشيخ أدنى متوسط لدرجات الحرارة الصغرى بـ30.1 درجة مئوية في الشهر ذاته.
كما رُصدت أعلى نسبة رطوبة في مدينة بورسعيد بمتوسط شهري بلغ 77% خلال شهر مايو، ما يعكس حجم الضغوط المناخية على المدن الساحلية.
ظواهر مناخية متطرفة: الواقع العالمي يزداد حدة
على الصعيد العالمي، تشير التقارير إلى تصاعد حدة الكوارث الطبيعية نتيجة التغيرات المناخية. فقد ارتفع عدد الكوارث المرتبطة بالفيضانات بنسبة 134% خلال العقدين الماضيين مقارنةً بالفترات السابقة، وكانت آسيا الأكثر تضررًا من حيث الخسائر البشرية والاقتصادية. كما شهدت أفريقيا زيادة بنسبة 29% في حالات الجفاف، مسجلةً أعلى نسب وفيات ناجمة عن نقص المياه والجفاف الحاد.
هذه الأرقام تعزز من أهمية ما حققته مصر، ليس فقط على مستوى تحسين تصنيفها الدولي، ولكن في إطار استعداداتها للتعامل مع واقع مناخي جديد يتطلب التكيف السريع، وتوسيع نطاق الحلول البيئية المستدامة.
مصر والطريق إلى الاستدامة
يشير التقدم المصري في مؤشر CCPI إلى تحول نوعي في الرؤية البيئية للدولة، خاصة في مجالات خفض الانبعاثات الكربونية، وتوسيع مشاريع الطاقة المتجددة، وتعزيز وعي المجتمع بقضايا المناخ. كما يعكس نجاح الدولة في الموازنة بين متطلبات التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة.
ويؤكد المراقبون أن هذه الخطوات تعزز من مكانة مصر كلاعب محوري في القضايا المناخية الدولية، لا سيما بعد استضافتها لمؤتمر المناخ (COP27) في شرم الشيخ، حيث طرحت مبادرات حيوية لتعزيز العدالة المناخية والتمويل الأخضر للدول النامية.