أخر الأخبار

76 عامًا على رحيل الضاحك الباكي .." الريحاني" حيًا في القلوب

يُعتبر نجيب الريحاني واحدًا من أعظم نجوم السينما المصرية والكوميديا في القرن العشرين، وقد ترك بصمة كبيرة في عالم الفن المصري والعربي لا يمكن أن تُمحى.

وُلد في 25 يناير 1892 في مدينة القاهرة، وكان ينتمي إلى أسرة مسيحية من أصل عراقي، وقد تأثر بمحيطه الثقافي بشكل كبير، حيث نشأ في بيئة متعددة الثقافات والجنسيات، مما ساعده في اكتساب ذوق فني متنوع.

الضاحك الباكي .." الريحاني"
الضاحك الباكي ..” الريحاني”

مسيرته الفنية

بدأ الريحاني مسيرته الفنية في مجال التمثيل المسرحي في مرحلة مبكرة من حياته، حيث انضم إلى فرقة فوزي الجزايرلي، التي كانت تعتبر واحدة من أقدم الفرق المسرحية في مصر آنذاك.

وفي بداياته، لاقت أعماله المسرحية نجاحًا كبيرًا، ثم بدأ في الانتقال إلى السينما، وهو ما شكل نقلة نوعية في مسيرته الفنية.

تُعتبر أفلامه من أكثر الأعمال التي ساهمت في تشكيل مفهوم الكوميديا المصرية الحديثة، حيث كان يتمتع بقدرة فائقة على التعبير عن الشخصيات الكوميدية بطابع مختلف عن الأدوار التقليدية السائدة في تلك الفترة.

الضاحك الباكي .." الريحاني"
الضاحك الباكي ..” الريحاني”

من أبرز أفلامه الشهيرة “الستات مايعرفوش يكدبوا” و”أصحاب السعادة” و”أبوالفوز”، إضافة إلى مسلسل “مسرح الريحاني” الذي أضاف له المزيد من الشهرة. كان الريحاني في أفلامه يوازن ببراعة بين الطابع الكوميدي والاجتماعي، فكان يقدم شخصيات تعكس معاناة الطبقات الشعبية وأحلامهم، لكنه كان دائمًا يضفي عليها نفسًا فكاهيًا وسخرية لاذعة.

الضاحك الباكي .." الريحاني"
الضاحك الباكي ..” الريحاني”

العلامة الفارقة في الفن المصري

يُعتبر الريحاني من الفنانين الذين أسسوا مدارس جديدة في الفن الكوميدي، سواء في المسرح أو السينما، وتمكنت شخصياته المميزة من تحطيم الحواجز الفنية التقليدية، ليصبح واحدًا من أعمدة المسرح المصري الذي اهتم ب الطرح الاجتماعي بطريقة فكاهية وساخرة.

كان له دور كبير في تحقيق قفزات كبيرة في عالم المسرح، فقد أسس “مسرح الريحاني” الذي قدم عليه العديد من العروض الناجحة التي استقطبت جمهورًا واسعًا من مختلف شرائح المجتمع المصري.

الضاحك الباكي .." الريحاني"
الضاحك الباكي ..” الريحاني”

حياته الشخصية

كان نجيب الريحاني شخصية محبوبة بين زملائه في الوسط الفني، لكنه كان شخصًا قليل الظهور في الحياة الاجتماعية، حيث فضل التركيز على عمله الفني فقط.

أما حياته الشخصية، فكانت مليئة بالآلام والتحديات، فقد تزوج أكثر من مرة، إلا أن حياته العاطفية لم تكن دائمًا سعيدة، وكانت تعكس بعض التعقيدات النفسية التي تركت أثرًا كبيرًا على فنه.

على الرغم من الشهرة التي حققها، إلا أن الريحاني كان يعاني من العديد من الضغوط الشخصية، خصوصًا صحة ضعيفة كانت ترافقه طوال حياته.

الضاحك الباكي .." الريحاني"
الضاحك الباكي ..” الريحاني”

وفي أواخر حياته، تعرض لعدة أزمات صحية كانت السبب في وفاته في 8 يونيو 1949، حيث رحل عن عالمنا وهو في سن 57 عامًا، ليترك وراءه إرثًا فنيًا لا يُنسى.

الـ legacy والتأثير المستمر

حتى بعد رحيله، ظل نجيب الريحاني رمزًا للكوميديا المصرية، ويُعد من الأسماء التي لا يمكن للمصريين أن ينسوها. كما أن تأثيره في الفن لا يقتصر على السينما والمسرح فقط، بل امتد إلى التليفزيون أيضًا، فقد كانت أعماله تلهم أجيالًا من الفنانين الذين تبنوا أسلوبه الفكاهي في تقديم الأعمال الاجتماعية.

نجيب الريحاني ليس مجرد اسم في تاريخ الفن المصري، بل هو علامة فارقة كان لها دور كبير في إثراء الثقافة المصرية، وتقديم الضحك كأداة للمواجهة والتعبير عن الواقع الاجتماعي.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى