
رسالة فن ومقاومة من رحم الحرب… وسينما الهاتف تفتح نوافذ الحكايات السودانية للعالم
القاهرة – بيت السودان
في لحظة اتسمت بالدفء الإنساني والرمزية الثقافية، شهد بيت السودان بالقاهرة مؤتمراً صحفياً أعلن خلاله عن انطلاق مهرجان الخرطوم الدولي لسينما الموبايل تحت شعار “حكايا الأرض والناس”. وجاء الإعلان عبر المنصة الرقمية الرسمية للمهرجان التي ستشكل مركز التواصل والمعلومات للمشاركين والمتابعين في السودان والعالم.
الحدث، الذي جمع نخبة من الإعلاميين والمبدعين السودانيين المقيمين في مصر، حمل بين طياته رسالة قوية عن دور الفن في مواجهة الحرب، وعن قدرة الشباب السوداني على تحويل الألم إلى إبداع، والدمار إلى صور نابضة بالحياة تحكي عن الإنسان والأرض والمقاومة اليومية للبقاء.

سيف الدين حسن: وُلدت نسخة الإرادة من رحم المعاناة
قال الأستاذ سيف الدين حسن، رئيس المهرجان، في كلمته الافتتاحية:
“نعلن اليوم من بيت السودان انطلاق مهرجان الخرطوم الدولي لسينما الموبايل، ونؤكد أن الفن يمكن أن ينتصر من رحم المعاناة. وُلدت نسخة الإرادة والصمود بعد الحرب كرسالة للعالم أن أبناء السودان قادرون على النهوض من جديد، والانطلاقة من مصر التي احتضنت الإعلاميين والصحفيين وصناع الإبداع في مختلف المجالات. شكراً لمصر قيادةً وشعباً.”

وأكد سيف الدين أن إدارة المهرجان و”حكومته الثقافية” ستكون في السودان، خلف قواته المسلحة للبناء والتعمير، مشيراً إلى أن عودة المهرجان إلى الخرطوم هي دليل على الإصرار على الحياة رغم الحرب.
كما وجّه الدعوة إلى الشباب والمبدعين للمشاركة بعدساتهم في التعبير عن قضايا الوطن، قائلاً إن “سينما الموبايل أصبحت وسيلة تعبير عن القضايا الحرة، ومنصة تحرّر الإبداع من قيود المؤسسات”.
وأهدى النسخة الحالية من المهرجان إلى شهداء الوطن وكل من حمل الكاميرا دفاعاً عن الأرض والعِرض.
جوائز بروح الوطن ورموزه
من جهته، أوضح الأستاذ سيف الدين حسين أن المهرجان يمثل طاقة شبابية خالصة، موجهاً كلمته إلى المبدعين قائلاً:
“هذا المهرجان موجه لكل مبدع بعدسته، فالجودة هي المقياس، والحكاية هي البطل الحقيقي.”
وأشار إلى أن الجوائز تتجاوز قيمتها 4,000 دولار، وتحمل رموزاً وطنية ودلالات إنسانية عميقة، منها:
جائزة الصقر الذهبي: تمثل صقر الجديان رمز السودان.
جائزة المرأة: تخليداً لاسم الشهيدة هنادي فقيدة الفاشر.
جائزة التقرير الخبري: تحمل اسم أنس الشريف، الصحفي الفلسطيني بقناة الجزيرة.

وأكد أن الرؤية البصرية للمهرجان تسعى لأن تتخذ بُعداً دولياً، مع الحفاظ على جوهرها الإنساني الذي ينطلق من السودان إلى العالم.
أميمة عبد الله: المهرجان يوثّق فصل العودة من الحرب
أما الأستاذة أميمة عبد الله، مديرة مشروع العودة الطوعية المجانية للسودانيين وإحدى رعاة المهرجان، فقد وصفت الحدث بأنه “ضفة من الجمال على نهر من الحكايات”.
وأضافت أن مشروع العودة الطوعية يحمل في داخله قصصاً ملهمة عن الشجاعة والتمسك بالحياة، والمهرجان سيكون شاهداً على تلك المرحلة التي يمر بها السودان، قائلة:

“سيوثّق هذا المهرجان لمرحلة ستظل محفورة في الذاكرة، مرحلة تُروى فيها الحكايات لا بالدموع فقط، بل بعدسات تنقل الأمل والحقيقة معاً.”

الرسالة العامة: الفن طريق النجاة
هكذا، يُطل مهرجان الخرطوم الدولي لسينما الموبايل كنافذة أمل في زمن الحرب، وكجسر يربط المبدعين السودانيين في الداخل والخارج، ليثبت أن الصورة قادرة على مقاومة الصمت، وأن السودان ما زال يكتب تاريخه بعدسات أبنائه، حكايةً بعد أخرى