أصدر رئيس الوزراء السوداني الدكتور كامل إدريس قرارًا بتعيين السفير محي الدين سالم أحمد وزيرًا للخارجية، ليخلف سلسلة من الوزراء الذين تعاقبوا على حقيبة الخارجية في السنوات الأخيرة. ويأتي هذا القرار في وقت يواجه فيه السودان تحديات داخلية وإقليمية معقدة تتطلب حضورًا دبلوماسيًا فاعلًا ورؤية استراتيجية متوازنة.
السفير محي الدين سالم ليس وجهًا جديدًا على السلك الدبلوماسي، فقد تدرج في مواقع متعددة داخل وزارة الخارجية وخارجها، جعلت منه شخصية متمرسة في ملفات السياسة الخارجية. فقد عمل سفيرًا للسودان لدى الكويت، وشغل منصب القائم بالأعمال في سفارة السودان بأبوظبي خلال الفترة ما بين 1992 و1996، كما تولى لاحقًا إدارة الإدارة العامة للشؤون القنصلية في 2013، وصولًا إلى منصبه الحالي كمدير عام للإدارة العامة للتعاون الدولي.
من خلال هذه المواقع، لعب سالم دورًا بارزًا في تعزيز علاقات السودان الثنائية، خاصة مع الدول الخليجية وإثيوبيا، وكان شاهدًا على تحولات إقليمية حساسة، مما أكسبه خبرة عميقة في التعامل مع التوازنات السياسية والاقتصادية.
تعيينه وزيرًا للخارجية يفتح الباب أمام مرحلة جديدة لسياسة السودان الخارجية، في ظل حاجة البلاد إلى إعادة بناء علاقاتها الدبلوماسية على أسس الثقة المتبادلة، والانفتاح على المجتمع الدولي، وإدارة الملفات الحساسة مثل علاقات السودان مع دول الجوار، والتوازن بين المصالح الإقليمية والدولية.
ويرى مراقبون أن اختيار شخصية بخبرة محي الدين سالم يعكس رغبة القيادة في إسناد الملف الخارجي إلى دبلوماسي صاحب تجربة طويلة، قادر على الجمع بين العمل الفني والإداري من جهة، والتعامل مع التحديات السياسية من جهة أخرى، في ظل مرحلة دقيقة من تاريخ السودان.
