
كشفت مصدر مطلعة في جامعة الدول العربية عن انطلاق الجولة الأولى من المحادثات السودانية قريباً، برعاية مشتركة من الاتحاد الأفريقي، الجامعة العربية، الأمم المتحدة، ومنظمة (إيغاد)، في خطوة تهدف إلى توسيع دائرة التفاهم بين القوى السياسية والمدنية السودانية حول سبل دفع عملية السلام وإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين.
وأوضح المصدر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن المحادثات ستعقد في مقر الاتحاد الأفريقي بأديس أبابا، بمشاركة الكتلة الديمقراطية، وتجمع صمود، وعدد من الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، مؤكداً أن هذه الجولة تمثل أول منصة حوار تجمع بين الرعاية العربية والأفريقية والدولية بشكل متكامل منذ اندلاع الصراع في السودان في أبريل (نيسان) 2023.
يأتي الإعلان عن هذه المحادثات في وقت يشهد فيه السودان تصعيداً عسكرياً مدمراً بين القوات المسلحة ومليشيا الدعم السريع، ما أدى إلى أزمة إنسانية خانقة وتشريد الملايين داخلياً وخارجياً. وقد فشلت المبادرات السابقة، سواء في جدة أو في محادثات منفردة إقليمية، في تحقيق اختراق حقيقي بسبب انقسام القوى السياسية، وتعقّد المشهد الميداني، وتعدد التدخلات الخارجية.
وتسعى هذه الجلسة الجديدة إلى توحيد الجهود عبر شراكة غير مسبوقة بين الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة و(إيغاد)، بما يعكس إدراك المجتمعين الإقليمي والدولي بأن استمرار الحرب يهدد بانهيار كامل للدولة السودانية، ويمتد أثره إلى الأمن الإقليمي في منطقة القرن الأفريقي وحوض النيل.
ومن المتوقع أن تركز الجولة الأولى من المحادثات على بناء الثقة بين الأطراف السودانية، ووضع جدول زمني واضح لوقف إطلاق النار، إضافة إلى بحث ملفات إنسانية عاجلة تشمل فتح ممرات للمساعدات وتسهيل عودة النازحين إلى مناطقهم بأمان. ويأمل القائمون على هذه المبادرة أن تشكل هذه الجولة نقطة انطلاق لعملية تفاوض شاملة تُفضي إلى تسوية سياسية مستدامة تضمن وحدة السودان واستقراره على المدى الطويل.











