أخر الأخبار

إغراءات مالية جديدة.. الدعم السريع تستقطب مقاتلين للقتال في "بابنوسة"

13 نوفمبر 2025 – القاهرة

في خطوة تؤكد استمرار تصعيد النزاع المسلح في غرب كردفان، كشفت مصادر محلية بشرق دارفور عن أن ميليشيا قوات الدعم السريع (RSF) قدمت حافزًا ماليًا قدره 600 دولار أمريكي لكل مرتزق يشارك في عملياتها العسكرية بمدينة بابنوسة. تأتي هذه الخطوة في وقت تتصاعد فيه الاشتباكات العنيفة بين عناصر الدعم السريع والجيش السوداني، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني والأمني في المنطقة.

وأكد شهود عيان من مدينة الدبين لموقع دارفور 24 أن الدعم السريع نقل تعزيزات عسكرية كبيرة من شرق دارفور إلى بابنوسة بعد صرف هذه المدفوعات النقدية. وأوضحوا أن مئات العناصر توافدوا على نقاط الحوالات لتحويل الدولارات الأمريكية إلى الجنيه السوداني، في مؤشر على التنظيم المالي الذي تستخدمه الميليشيا لضمان مشاركة أكبر في القتال.

ولم تقتصر التحركات العسكرية على الجانب المالي، فقد أشار شهود آخرون إلى أن الدعم السريع قام بنقل أسلحة ثقيلة على شاحنات كبيرة تحت حراسة مشددة، ما يعكس الاستعداد لمعارك واسعة النطاق. كما تم إجلاء عدة مقاتلين جرحى من بابنوسة إلى بلدة عديلة بواسطة سيارات إسعاف، في خطوة تكشف عن حجم الخسائر البشرية بين صفوف الميليشيا.

وتأتي هذه التطورات بعد اشتباكات عنيفة اندلعت يوم الثلاثاء في بابنوسة إثر هجوم الدعم السريع على مقر الفرقة 22 للجيش السوداني، والذي كان تحت الحصار لأكثر من عامين. وتؤكد هذه الأحداث استمرار التوترات العسكرية في المنطقة، وتعقيد أي جهود لإحلال السلام أو تحقيق تهدئة محلية.

محللون محليون وعسكريون أشاروا إلى أن تقديم حوافز مالية مباشرة للمرتزقة يعكس استراتيجية الدعم السريع لتجنيد مقاتلين بسرعة وضمان ولائهم مؤقتًا، مقابل زيادة المخاطر على المدنيين والمناطق السكنية. ويخشى مراقبون أن تؤدي هذه السياسات إلى تصعيد النزاع بشكل أكبر، وزيادة موجات النزوح داخليًا وخارجيًا، خاصة في ظل هشاشة البنى التحتية الأمنية والإنسانية في غرب كردفان.

ويُعتبر الوضع في بابنوسة مؤشرًا على مدى هشاشة استقرار مناطق النزاع في السودان، حيث يتقاطع العنف المسلح مع تداعيات الأزمة الإنسانية، ما يضع المدنيين في مواجهة مباشرة مع المخاطر الأمنية ويزيد من الحاجة الملحة إلى تدخلات دولية وإقليمية للحد من التصعيد وضمان حماية السكان المدنيين.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى