الخرطوم – 14 سبتمبر 2025
اتهم مجلس السيادة الانتقالي في السودان، اليوم الأحد، مليشيا التمرد بتنفيذ هجمات جديدة بطائرات مسيرة استهدفت منشآت مدنية وبنية تحتية حيوية، وذلك بعد ساعات من صدور بيان الآلية الرباعية الداعية إلى السلام ووقف الحرب.
وأوضح المجلس في بيان صحفي أن المليشيا شنت هجماتها فجر اليوم على محطة أم دباكر لتوليد الكهرباء ومستودعات الوقود بولاية النيل الأبيض إلى جانب مطار كنانة المدني، مشيراً إلى أن هذه الاعتداءات تمثل استهدافاً ممنهجاً لحياة الشعب السوداني.
ووصف المجلس الهجمات بأنها “اعتداءات إجرامية” تضاف إلى “سجل طويل من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية” المنسوبة للمليشيا، مؤكداً أن استمرار هذا السلوك يعكس “نهجاً إرهابياً” يتم في ظل ما اعتبره “صمتاً إقليمياً ودولياً مريباً”.
وختم البيان بالتشديد على أن هذه الحرب “موجهة ضد الشعب السوداني”، مؤكداً أن الشعب وحده من سيقرر مصيرها ويواجهها.
يأتي البيان في وقت تتصاعد فيه هجمات المليشيا على البنية التحتية الحيوية في السودان، حيث استهدفت خلال الأشهر الماضية محطات الكهرباء وخزانات الوقود والجسور والمطارات المدنية. هذه العمليات التي تستخدم فيها الطائرات المسيّرة الانتحارية تمثل تحولاً نوعياً في الحرب، كونها تضرب مباشرة مقومات الحياة اليومية للسكان وتفاقم الأزمات الإنسانية والخدمية.
كما يتزامن التصعيد مع مساعٍ إقليمية ودولية متكررة لوقف الحرب، كان آخرها بيان صادر عن الآلية الرباعية (الولايات المتحدة، مصر، السعودية، والإمارات) الذي دعا إلى العودة للمفاوضات وإحلال السلام. غير أن الهجمات الأخيرة اعتُبرت من قبل مجلس السيادة دليلاً على رفض المليشيا للجهود الدبلوماسية ومضيها في استراتيجية استنزاف الدولة عبر ضرب مقوماتها الأساسية.
ويضاف إلى ذلك أن المليشيا تواجه اتهامات متزايدة بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك الانتهاكات ضد المدنيين في مناطق النزاع. هذه الاتهامات دفعت مجلس السيادة إلى تأطير المعركة بوصفها حرباً موجهة “ضد الشعب السوداني”، وليست مجرد مواجهة عسكرية بين طرفين، مما يفسر حدة الخطاب في البيان الأخير واعتباره بمثابة تحذير من استمرار الهجمات وسط “صمت إقليمي ودولي” وصفه بالمريب.
