أخر الأخبار

عمرو خان يكتب: لم يتعلم العرب الدرس..هزيمة إسرائيل ممكنة

منذ أن حطم الجندي المصري في حرب أكتوبر 1973 أسطورة “خط بارليف المنيع”، وأسقط وهم “الجيش الذي لا يُقهر”، حين عبرت القوات المسلحة المصرية القناة، وفي خلال 6 ساعات كان خط بارليف أضعف من حاجز مرور أمام روضة أطفال. أصبح جنود الاحتلال أسرى في يد الجيش المصري.

ورغم هذا الدرس التاريخي، لا يزال كثير من العرب يرفضون الاعتراف بحقيقة أن إسرائيل ليست سوى كذبة كبرى. جيشها ليس جيش عقيدة أو ولاء، بل تجمع من المجنسين المنتفعين، يفتقرون إلى الانتماء، يفرون عند المحك بحثًا عن ملجأ يحفظ أرواحهم.

هل يعود هذا فقط إلى تعدد الأصول والهويات في الجنسية الإسرائيلية؟ إلى انعدام الروابط الوطنية؟ أعتقد أن كل ذلك صحيح. غير أن السبب الأعمق هو أن “إسرائيل” ليست دولة بالمعنى الحقيقي — ليست كيانًا ذا سيادة وحدود راسخة. إنها فكرة خبيثة، مشروع استعماري مصطنع.

من جُمّعوا تحت هذا المشروع هم بقايا شعوب، لا يجمعهم رابط إلا المصالح. يدعمون وجود الدولة طالما يحقق لهم المكاسب؛ أما إذا كانت الكلفة فادحة، فهم أول من يتنكر لها. عندها تتبخر “فكرة إسرائيل”.

ولطالما كانت هذه الأكذوبة تُسوَّق إعلاميًا بذكاء، مدعومة بآلة دعاية ضخمة هدفها زرع الرعب في النفوس العربية، وإقناع العالم بأن وجود هذا الكيان حق مشروع فوق جثث الشعب الفلسطيني.

ما كان لهذا المشروع أن ينجح لولا الفرقة، والرعونة، وضعف التضامن العربي… فغاب الوعي، وتُركت إسرائيل تصنع صورتها كـ “قوة لا تُقهر”، تحت مظلة الرعاية الأميركية.

من نصر أكتوبر 1973، إلى “طوفان الأقصى” في أكتوبر 2023، إلى مشاهد حرب 2025 مع إيران… نتابع سقوط الأسطورة المصطنعة.

نشهد دولة صهيونية تتخبط في أزمات داخلية، في انقسام وفرقة، في تصدع متزايد. نعم، إسرائيل قابلة للهزيمة. إنها ليست أكثر من جيش حديث العتاد لكنه هش الروح، وجنوده — في لحظة الجد — من أجبن من في ساحة القتال.

إن القضاء على هذا الكيان المغتصب لم يعد حلمًا، بل صار أمرًا ممكنًا — إذا ما توفرت الإرادة، وتوحد الصف العربي، واستُعيدت عقيدة النصر.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى