
في خطوة لافتة، طالب مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير الحارث إدريس، مجلس الأمن الدولي باتخاذ موقف صارم تجاه تجنيد وتمويل ونشر المرتزقة في السودان، محذراً من أن هذه الأنشطة تمثل تهديداً مباشراً للسلم والأمن الدوليين وتفاقم من خطورة الأزمة الإنسانية القائمة.
وخلال جلسة حيوية لمجلس الأمن، دعا السفير الحارث إلى إنشاء آلية رصد خاصة للعقوبات، على غرار لجان الخبراء المعنية بليبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى، للتحقيق في شبكات المرتزقة المرتبطة بالدول الخارجية. وشدد على ضرورة فرض عقوبات مستهدفة تشمل تجميد الأصول وحظر التعاملات المالية، مؤكداً أن السودان لن يقبل بأي تسوية تُفرض بشروط القوى الخارجية.
وأشار إلى أن بلاده جمعت معلومات استخباراتية دقيقة حول شبكات المرتزقة وممرات الإمداد التي تُستخدم لنقلهم وتدريبهم عبر شركات أمنية خاصة. كما أكد أن مليشيا الدعم السريع المتمردة تواصل فرض حصار خانق على مدينة الفاشر، مما أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية بصورة كارثية، وسط تقارير عن استخدام أسلحة محظورة وإشراك الأطفال في القتال. وأضاف أن السلطات وثقت مقتل 121 مدنياً خلال فترة قصيرة، وهو ما يعكس حجم المأساة الإنسانية في البلاد.
منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023، ظل ملف المرتزقة أحد أكثر القضايا إثارة للجدل، حيث اتهمت الخرطوم أطرافاً خارجية باستخدام شركات أمنية خاصة لتأجيج النزاع. وقد سبق للأمم المتحدة أن أنشأت لجان خبراء مشابهة للتحقيق في دور المرتزقة في ليبيا وأفريقيا الوسطى، وهو ما تسعى الخرطوم لتكراره من أجل وضع حد للتدخلات الخارجية في النزاع السوداني. ويرى مراقبون أن تحذير الخرطوم في مجلس الأمن يأتي ضمن جهودها الدبلوماسية لزيادة الضغط الدولي، وتحويل ملف المرتزقة إلى قضية ذات أولوية على الأجندة الأممية.

