أخر الأخبار

إسلام مبارك.. فنانة سودانية تعيد صياغة الصمت على الشاشة

وسط ضجيج الشاشات العربية وازدحام المواهب، يسطع نجم مختلف قادم من الضفة الأخرى لوادي النيل، ليعلن أن للفن السوداني أصواتًا وصورًا تستحق أن تُرى وتُسمع. إنّها إسلام مبارك، الممثلة السودانية التي درست التمثيل والإخراج، ودخلت دروب الدراما منذ عام 2001، قبل أن تُطلّ على السينما العربية عبر بوابة فيلم “ستموت في العشرين”، العمل الذي وضعها في بؤرة الضوء وأخرجها من حدود المحلية إلى رحابة الاعتراف العربي والدولي.

ورغم أن القاهرة – عاصمة الفن العربي – لم تكن تعرف الكثير عن أسماء لامعة من السودان، بسبب غياب الإعلام الفني المتخصص في نقل إبداعات السودان في المسرح والدراما والسينما والموسيقى، جاءت إسلام مبارك لتكسر هذه القاعدة. موهبتها لم تعرف حدودًا، إذ استطاعت مواجهة التحديات والتأقلم مع بيئات إنتاجية مغايرة، بحثًا عن فرصة حقيقية، لم تلبث أن تحولت إلى منصة لإثبات جدارتها واستحقاقها.

إسلام مبارك لم تدهشنا فقط بملامحها الآسرة، بل بقدرتها العبقرية على التشخيص والتجسيد عبر الصمت. من يشاهدها في أعمالها الأخيرة، يتلمس عودتها المدهشة إلى كوميديا الصمت وتراجيديا الصمت، كأنها تستحضر مدارس الأداء الكلاسيكية وتعيد تقديمها بروح عصرية آسرة. ففي رمضان 2025، خطفت الأضواء بدور مدينة، المرأة النيجيرية في مسلسل “أشغال شاقة”، حيث صنعت من لحظات الصمت أداة بليغة للتعبير، ومن ملامحها لغة كاملة تنطق بما تعجز عنه الحوارات.

ثم جاءت محطتها الأبرز في السينما المصرية من خلال فيلم “ضي” للمخرج كريم الشناوي، إلى جانب نخبة من النجوم والشباب. هناك، لم تكتفِ إسلام مبارك بتأدية شخصية، بل سيطرت على الشاشة كأنها تعيد صياغة فكرة “الحضور” ذاته، مؤكدة أن الموهبة حين تكون أصيلة قادرة على عبور الحدود وصناعة الدهشة.

إنها ليست مجرد ممثلة موهوبة، بل غول سينمائي جديد قادم من الجنوب، يحمل في مركبته الفنية مزيجًا من التاريخ والجغرافيا والثقافة، يبحر من السودان إلى هوليوود الشرق، مزينًا المشهد بفن متجدد يُعيد الاعتبار لثراء المدرسة السودانية في التمثيل.

إسلام مبارك اليوم ليست فقط نجمة سودانية صاعدة، بل هي أيقونة أداء تستعيد بعبقريتها مكانة وادي النيل على خريطة الفن العربي.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى